ضربوا الطالبي العلمي في معقله الانتخابي.. أكثر من 100 عضو غادروا "الأحرار" بتطوان
في الوقت الذي كان فيه الوزير السابق رشيد الطالبي العلمي يبدو "مزهوا" وهو يترأس أعضاء حزبه بجهة طنجة تطوان الحسيمة الممثلين في المجلس الوطني خلال الدورة العادية التي عُقدت مؤخرا، كان نزيف الاستقالات مستمرا بمسقط رأسه مدينة تطوان التي يترشح في دائرتها الانتخابية خلال الانتخابات البرلمانية، وذلك بعدما قرر العشرات من منتسبي الحزب مغادرته في إعلان صريح عن عدم رضاهم عن مساره.
وأعلن أكثر من 100 عضو في الشبيبة التجمعية بمدينة تطوان بمن فيهم المنسق الإقليمي للشبيبة، مغادرتهم سفينة حزب "الحمامة"، والالتحاق مباشرة بحزب الاستقلال أحد أبرز منافسيه المتوقعين في انتخابات 2021، وهو الأمر الذي أصر حزب "الميزان" على ألا يمر مرور الكرام حيث استقبل مجموعة من أعضائه ممثلين عن الملتحقين الجدد في لقاء احتفالي كان بمثابة رسالة سياسية مباشرة للتجمعيين.
لكن نزيف الاستقالات لم يبدأ بمغادرة أعضاء الشبيبة التجمعية للحزب، إذ قبلهم غادر مجموعة من الأعضاء الآخرين فرعه الإقليمي بتطوان عن طريق تقديم استقالات علنية، بل إن منهم من بعث باستقالته إلى المنسق الإقليمي للتجمع الوطني للأحرار عن طريق مفوض قضائي، وهو الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول وضعية البيت الداخلي للحزب قبل أقل من سنة على استحقاقات انتخابية تشريعية وجهوية وجماعية.
ويأتي ذلك في وقت برزت فيه "حركة تصحيحية" داخل حزب "الحمامة" أعلن عن انطلاقها القيادي البارز في الحزب عبد الرحيم بوعيدة، الرئيس السابق لجهة كلميم واد نون، وهي الحركة التي انطلقت من الأقاليم الجنوبية قبل أن تجد صداها في العديد من المناطق الأخرى، ليتم الإعلان عن تشكيل لجنة تنسيقية وطنية بسطت أهدافها عبر بيانها الأول مؤخرا.
وأكثر ما كان مثيرا في هذا البيان حديثه عن أن الحركة التصحيحية "تسعى لإعادة الحزب إلى مساره الطبيعي وإخراجه من منطق التسيير المقاولاتي إلى منطق التسيير الديمقراطي كباقي الأحزاب"، بل مضت أبعد من ذلك حين وجهت سهام النقد مباشرة إلى الأمين العام عزيز أخنوش والمقربين منه، داعية إلى تشكيل مؤسسات منتخبة بعيدة عن منطق "الولاءات والقرب والبعد من زعيم الحزب".
ودعت الوثيقة "حكماء الحزب ومناضليه" إلى الالتفاف حول الحركة التصحيحية قصد "وقف نزيف استقالات لم يشهدها الحزب منذ تأسيسه إلى الآن"، مطالبة أعضاء المجلس الوطني للمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي لاختيار قيادة جديدة "بمنطق الديمقراطية لا بسياسة الأمر الواقع الذي أنتج قيادة قسمت الحزب إلى أتباع وموالين".